اعتقال زعيم أكبر شبكة لتجارة الجنس بدبي وتحقيق صحفي يكشف تفاصيل صادمة

ألقت السلطات في دولة الإمارات العربية المتحدة القبض على تشارلز آبي مويزيغوا الرجل الذي كشف تحقيق صحفي بريطاني عن تزعمه لشبكة اتجار جنسي تستغل النساء المستضعفات وتجبرهن على العمل في أرقى أحياء دبي. جاء الاعتقال بعد أن وثق التحقيق تورط مويزيغوا في استدراج شابات للعمل في الإمارات ثم إجبارهن على ممارسة أعمال غير قانونية.
وضمن تحقيق استقصائي دولي تم الكشف عن تفاصيل الشبكة التي كان يديرها مويزيغوا حيث تضمن التحقيق شهادات حية لشابات أوغنديات تحدثن عن رحلتهن إلى دبي بناء على وعود كاذبة بفرص عمل ووظائف لائقة. ذكرت النساء أنهن كن يعتقدن أنهن قادمات للعمل في أماكن عادية مثل الفنادق أو المتاجر الكبرى ليكتشفن بعد وصولهن أنهن وقعن ضحايا لعملية احتيال وأصبحن غارقات في الديون ومجبرات على ممارسة الدعارة التي تعد جريمة يعاقب عليها القانون في دبي.
وخلال لقاء سري تم تصويره كجزء من التحقيق ظهر مويزيغوا وهو يعرض على مراسل سري إمكانية توفير نساء لإقامة حفلة جنسية مقابل مبلغ مالي يبدأ من 1000 دولار. وأكد مويزيغوا للمراسل أن النساء اللاتي يوفرهن على استعداد لفعل كل ما يطلبه العملاء تقريبا. إحدى الفتيات التي أطلق عليها اسم مستعار ميا حفاظا على هويتها قالت إنها وقعت في فخ شبكته وأن أحد زبائنه كان يطلب باستمرار التبرز على الفتيات.
من جانبه نفى مويزيغوا جميع الادعاءات الواردة في التحقيق الصحفي وقدم رواية مختلفة تماما عن طبيعة نشاطه. وادعى أنه يساعد النساء فقط في العثور على سكن من خلال التوسط لدى أصحاب العقارات وأن سبب تردد النساء على الحفلات التي يتواجد فيها يعود إلى علاقاته الثرية في دبي. وأضاف قائلا أنا مجرد شخص يحب الحفلات وأدعو الأشخاص الذين ينفقون بسخاء على طاولتي وهذا ما يجذب العديد من الفتيات للتوافد إلي هذا كل شيء.
في تطور متصل بالقضية أصدر مكتب الشرطة الدولية الإنتربول في أوغندا نشرة حمراء بحق مويزيغوا وهي بمثابة طلب موجه إلى أجهزة الشرطة في جميع أنحاء العالم لتحديد مكان شخص واحتجازه مؤقتا تمهيدا لتسليمه إلى جهات التحقيق. كما أكدت السفارة الأوغندية في أبوظبي عاصمة الإمارات في بيان لها الأسبوع الماضي أن التحقيقات في قضية الاتجار بالبشر جارية وأن السلطات الإماراتية اتخذت الإجراءات اللازمة. وأكد مكتب محاماة في دبي أن مويزيغوا محتجز حاليا في السجن المركزي بمنطقة العوير لكن لم يتضح حتى الآن ما هي التهم المحددة التي يواجهها حيث لم تصدر السلطات الإماراتية أي إعلان رسمي بخصوص القضية بعد.
وكشف التحقيق أيضا عن وفاة فتاتين هما مونيك كارونغي وكايلا بيرونغي اللتان كانتا على صلة بمويزيغوا بعد سقوطه من عمارة شاهقة. ورغم أن السلطات اعتبرت وفاتهما انتحارا يرى أصدقاؤهما وعائلاتهما أنه كان ينبغي على شرطة الإمارات إجراء تحقيقات أوسع وأكثر عمقا في الحادثتين. وذكر مويزيغوا أن شرطة دبي حققت في هذه الحوادث لكن الشرطة لم ترد على طلبات للتعليق للحصول على مزيد من المعلومات حول الأمر.
وقد أثارت القضية نقاشات واسعة في البرلمان الأوغندي الأسبوع الماضي حيث وصف الوزراء التقرير الصحفي بأنه مقلق وتعهدوا بالتعاون الكامل مع الإنتربول لضمان تحقيق العدالة وكشف جميع ملابسات القضية.