سالم الدوسري يتحدى الإصابة ويعلن جاهزيته لقيادة الأخضر في الملحق الآسيوي

تسيطر حالة من الترقب على الأوساط الرياضية السعودية بشأن مستقبل مشاركة النجم سالم الدوسري مع المنتخب الوطني في ملحق التصفيات الآسيوية المصيري المؤهل إلى كأس العالم 2026 بالولايات المتحدة حيث يقف اللاعب المخضرم عند مفترق طرق بين طموح قيادة الأخضر لمونديال جديد وشبح الإصابات الذي يطارده باستمرار.
يعد الدوسري رمزا حقيقيا لمسيرة المنتخب السعودي في المحافل الدولية والقارية خلال السنوات الأخيرة ولم يعد مجرد لاعب موهوب بل أصبح أيقونة للأداء الثابت والتأثير الحاسم في اللحظات الصعبة. فمنذ ظهوره الأول بقميص نادي الهلال ثم مع المنتخب الوطني أثبت الجناح الأيسر أنه لاعب من طراز فريد يجمع بين المهارة الفنية العالية والسرعة الفائقة والقدرة على تسجيل الأهداف من أصعب المواقف.
لكن هذه المسيرة اللامعة لم تكن خالية من العقبات إذ تعرض اللاعب لسلسلة من الإصابات المتكررة التي أوقفت انطلاقته في محطات مفصلية. وتشير الأرقام إلى غيابه عن 17 مباراة دولية منذ عام 2018 وهو ما يثير قلق الجماهير مع كل خبر عن تعرضه لإصابة جديدة. وتجددت هذه المخاوف مؤخرا بعد إعلان نادي الهلال عن غيابه عن التدريبات الجماعية لشعوره بآلام في منطقة الحوض.
ورغم حالة القلق التي سادت أثارها هذا الإعلان جاءت تقارير صحفية محلية لتطمئن الجماهير مؤكدة أن إصابة الدوسري ليست خطيرة وأنه بدأ بالفعل برنامجا تأهيليا خاصا في عيادة النادي بالرياض. الأهم من ذلك أن الجهاز الطبي منح اللاعب الضوء الأخضر للعودة إلى التدريبات الجماعية والانضمام لمعسكر المنتخب بعد يومين فقط من التأهيل وهو ما يعني أن مشاركته في مواجهتي إندونيسيا والعراق أصبحت شبه مؤكدة.
ويعكس هذا الاهتمام بحالة اللاعب مدى أهميته في خطط المدير الفني هيرفي رينارد الذي يدرك أن وجود الدوسري في تشكيلته ليس مجرد إضافة بل هو حجر أساس. فاللاعب البالغ من العمر 34 عاما يتمتع بخبرة نادرة في التعامل مع المواقف الكبرى ويمتلك مرونة تكتيكية تسمح له بشغل أكثر من مركز هجومي سواء كجناح أيسر أو صانع ألعاب متأخر فضلا عن إجادته التسديد من خارج المنطقة والمراوغة في المساحات الضيقة.
تأثير الدوسري يتجاوز الأرقام والإحصائيات فهو اللاعب الذي يمنح زملاءه الثقة والجماهير الأمل. ولذلك لم يكن غريبا أن يتصدر اسمه قائمة ال27 لاعبا التي أعلنها رينارد لخوض ملحق التصفيات إلى جانب أسماء بارزة أخرى في حراسة المرمى والدفاع والوسط والهجوم مثل نواف العقيدي وعبدالرحمن الصائبي ومحمد اليامي وراغد النجار.
هذا القلق الجماهيري له جذوره في سجل طويل من الإصابات التي ضربت المنتخب السعودي في أوقات حرجة. فقد ودع الأخضر كأس الذهبية 2025 من ربع النهائي بعدما خسر جهود لاعبين بارزين مثل عبدالله مادو وهمام الهمامي وحسن كادش ومهند آل سعد. وفي بطولة خليجي 26 تعرض كل من عبدالإله العمري وعبدالله الخيبري وصالح الشهري لإصابات أربكت خطط المدرب. هذه السوابق جعلت أي إصابة تطال نجما بحجم سالم الدوسري بمثابة ناقوس خطر.
على الرغم من معاناته الجسدية يواصل الدوسري فرض نفسه كأحد أبرز لاعبي آسيا حيث أعلن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم عن ترشيحه مجددا لجائزة أفضل لاعب في القارة لعام 2025 في منافسة قوية مع القطري أكرم عفيف والماليزي عارف أيمن. ومجرد وجود اسمه ضمن قائمة المرشحين النهائية يعكس قيمة عطائه المستمر ويؤكد أن تأثيره لم يتراجع. ومن المقرر أن يقام حفل توزيع الجوائز في الرياض يوم 16 أكتوبر أي بعد أيام قليلة من مواجهتي الملحق الحاسمتين.
تكتسب هذه المواجهات أهمية قصوى فالقرعة أوقعت المنتخب السعودي في المجموعة الثانية من الدور الرابع لملحق التصفيات بجانب العراق وإندونيسيا. وتقام المنافسات بنظام دوري من مرحلة واحدة خلال الفترة من 8 إلى 14 أكتوبر. يتأهل متصدر كل مجموعة مباشرة إلى كأس العالم 2026 بينما يلتقي صاحبا المركز الثاني في مواجهة ذهاب وإياب يومي 13 و18 نوفمبر لتحديد المتأهل السابع عن القارة. وسيكون الأخضر بحاجة ماسة لكل خبراته خاصة للاعب بقيمة سالم الذي اعتاد التسجيل في اللحظات الحاسمة مثل هدفه التاريخي في شباك الأرجنتين بمونديال 2022.
ويحمل اللاعب إرثا ذهبيا مع الهلال والمنتخب السعودي فقد قاد الأخضر لانتصارات لا تنسى وسجل أهدافا حاسمة حفرت اسمه في ذاكرة الجماهير. لكنه يواجه الآن تحديا جديدا فجسده الذي أرهقته الإصابات يصطدم بطموح لا يهدأ ورغبة في قيادة المنتخب مرة أخرى نحو كأس العالم لكتابة فصل جديد في تاريخ الكرة السعودية.