وجبة الفطور.. خبيرة تكشف حقيقة ضرورتها وعلاقتها بنمط الحياة الصحي

يدور جدل واسع في الأوساط الصحية والغذائية حول أهمية وجبة الفطور وما إذا كانت بالفعل الوجبة الأهم خلال اليوم وهو اعتقاد ساد لعقود طويلة أم أن أهميتها تختلف من شخص لآخر. وقد زاد هذا الجدل في السنوات الأخيرة مع انتشار أنماط حياة وأنظمة غذائية حديثة مثل الصيام المتقطع الذي يتضمن غالبا تخطي هذه الوجبة الصباحية.
على عكس الاعتقاد الشائع لا يعتبر تناول وجبة الفطور أمرا إلزاميا للجميع فالحاجة إليه تعتمد بشكل كبير على نمط حياة الفرد وشعوره بالجوع عند الاستيقاظ. بعض الأشخاص لا يشعرون بالرغبة في تناول الطعام صباحا وإجبارهم على الأكل قد يسبب لهم إزعاجا في الجهاز الهضمي أو شعورا بعدم الراحة. وتدعم أنظمة غذائية شائعة هذا التوجه كنظام الصيام المتقطع الذي يعتمد على تقليص عدد ساعات تناول الطعام حيث يتم غالبا تجاوز وجبة الفطور وتناول أول وجبة في فترة ما بعد الظهر. وقد أظهرت بعض الدراسات أن هذا النمط الغذائي قد يساهم في فقدان الوزن وتحسين حساسية الأنسولين لدى فئة معينة من الناس.
في المقابل يؤكد مؤيدو الفطور أنه يلعب دورا حيويا في تزويد الجسم بالطاقة اللازمة بعد فترة صيام طويلة أثناء النوم. ووفقا لهم فإن تناول وجبة صباحية متوازنة يساعد على تنشيط عمليات الأيض ويمنح الجسم العناصر الغذائية الضرورية لبدء اليوم بنشاط وحيوية. وتشير دراسات قديمة إلى أن الأشخاص الذين يتناولون فطورهم بانتظام يميلون للحفاظ على وزن صحي وتكون رغبتهم في تناول الأطعمة غير الصحية خلال اليوم أقل.
ترتبط فكرة أن الفطور هو الوجبة الأهم في اليوم بالكثير من الدراسات التقليدية التي ربطتها بأسلوب حياة صحي. فقد أشارت أبحاث سابقة إلى أن هذه الوجبة قد تساعد في تنظيم مستويات السكر في الدم وتقلل من الإفراط في تناول الطعام لاحقا. كما ارتبطت بتحسين الأداء الذهني والتركيز خاصة لدى الأطفال والطلاب مما يعزز قدرتهم على الاستيعاب والتحصيل الدراسي.
تبرز أهمية الفطور بشكل خاص لدى فئة الأطفال والمراهقين حيث تؤثر هذه الوجبة بشكل مباشر على مستويات التركيز والذاكرة والأداء المدرسي العام. ويؤكد خبراء التغذية أن إهمالها في هذه المرحلة العمرية قد يؤدي إلى انخفاض الطاقة وصعوبة في التعلم والشعور بالإرهاق خلال الساعات الأولى من اليوم الدراسي.
أما فيما يخص العلاقة بين الفطور وفقدان الوزن فلا توجد قاعدة ثابتة تنطبق على الجميع. ينجح بعض الأشخاص في إنقاص وزنهم مع الالتزام بتناول ثلاث وجبات يومية تبدأ بالفطور بينما يحقق آخرون نتائج جيدة عبر تخطي هذه الوجبة ضمن نظام غذائي محدد السعرات. يبقى العامل الحاسم في إنقاص الوزن هو التحكم في إجمالي السعرات الحرارية المستهلكة على مدار اليوم وممارسة النشاط البدني بانتظام.
إذا قررت تناول وجبة الفطور فمن الضروري أن تكون مغذية ومتوازنة لتعود بالفائدة على صحتك. وينصح خبراء التغذية بأن تحتوي الوجبة على مصدر جيد للبروتين مثل البيض أو الزبادي بالإضافة إلى الألياف الغذائية الموجودة في الشوفان أو الخبز المصنوع من الحبوب الكاملة مع قليل من الدهون الصحية التي يمكن الحصول عليها من المكسرات أو الأفوكادو. ويفضل تقليل السكر المضاف وتجنب المخبوزات التجارية التي ترفع نسبة السكر في الدم بسرعة وتسبب هبوطا مفاجئا في الطاقة لاحقا.