الجلطة الدماغية تقتل الشباب فجأة.. جمال شعبان يكشف سرا خطيرا بعد وفاة عريس أسوان

شهدت محافظة أسوان حادثة مأساوية بوفاة عريس شاب خلال حفل زفافه مباشرة مما حول أجواء الفرح والبهجة إلى حزن وصدمة عميقة. وأثارت الواقعة التي انتشرت بشكل واسع موجة من التعاطف والتفاعل على منصات التواصل الاجتماعي وأعادت تسليط الضوء على ظاهرة الموت المفاجئ بين الشباب والأسباب الطبية الكامنة وراءها.

تعليقا على الحادثة أوضح الدكتور جمال شعبان أن الجلطات الدموية المفاجئة تقف غالبا وراء مثل هذه الوفيات الصادمة التي تحدث دون سابق إنذار. وأشار إلى أن الموت لا يعرف زمانا أو مكانا محددا ويمكن أن يداهم أي شخص في أي عمر حتى الشباب في العشرينيات أو الثلاثينيات من العمر سواء بسكتة قلبية أو سكتة دماغية مفاجئة.

والجلطة هي ببساطة كتلة من خلايا الدم المتجمعة التي تلتصق ببعضها البعض وتلتصق بجدار الشريان فتؤدي إلى إغلاقه بشكل كامل. وهذا الانسداد يمنع تدفق الدم المحمل بالأكسجين والغذاء إلى الخلايا الحيوية مما يؤدي إلى توقفها عن العمل وتلفها وموتها في نهاية المطاف.

وتكمن الخطورة في أن بعض خلايا الجسم لا يمكن تعويضها إذا تلفت مثل خلايا المخ وخلايا القلب فعندما تموت هذه الخلايا لا تنمو خلايا جديدة لتحل محلها. فعندما تتكون جلطة كبيرة في أحد الشرايين التاجية الرئيسية للقلب يحدث انسداد كلي ويتوقف القلب عن العمل مما يؤدي إلى سكتة قلبية والوفاة إذا لم يتم التدخل الطبي السريع لإنعاش القلب وإذابة الجلطة وتركيب الدعامات.

ينطبق المبدأ نفسه على المخ فعندما تسد جلطة كبيرة شريانا رئيسيا يغذي مساحة واسعة من الدماغ أو يغذي جذع المخ المسؤول عن مراكز الحياة والتنفس تحدث السكتة الدماغية ويتوقف المخ عن العمل وقد تحدث الوفاة فورا.

وهناك العديد من العوامل التي تزيد من خطر تكون الجلطات لدى الشباب منها التدخين وتناول المسكنات بكثرة والإفراط في مشروبات الطاقة والمنشطات وتعاطي المخدرات. كما تلعب العوامل الوراثية دورا مثل وجود تاريخ عائلي بارتفاع الكوليسترول والدهون أو زيادة قابلية الدم للتجلط بالإضافة إلى أمراض مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري.

وقد أكد الدكتور شعبان أن الإصابة بفيروس كورونا المستجد تعتبر أحد الأسباب الخطيرة والمستجدة التي تزيد من احتمالية حدوث الجلطات في مختلف أعضاء الجسم مثل القلب والرئة والكبد والكلى والمخ. وشدد على أن الفيروس نفسه هو المسبب الرئيسي للجلطات وليس اللقاحات التي ساهمت بشكل كبير في تقليل معدلات الوفيات والمضاعفات الخطيرة للمرض.

ومن الممكن أن تكون الصدمات العاطفية والتوتر الشديد والزعل سببا في حدوث الجلطات حيث يمكن أن تسبب ما يعرف بمتلازمة القلب المكسور أو اعتلال عضلة القلب كما يمكن أن تؤدي مباشرة إلى جلطة في القلب أو المخ.

وهناك علامات تحذيرية مهمة يجب الانتباه إليها فمن علامات جلطة المخ الصداع الشديد والتنميل في جانب واحد من الجسم واختلال درجة الوعي. أما العلامات التحذيرية لجلطة القلب فتشمل الشعور بألم أو عدم ارتياح في منطقة الصدر وضيق في التنفس وعرق وثقل في الذراع الأيسر. وقد تظهر أعراض غير نمطية لجلطة القلب مثل ألم وحموضة وحرقان في المعدة خصوصا عند حدوث جلطة في الشريان التاجي الخلفي أو شرايين الأمعاء.

ويمثل عامل الوقت أهمية قصوى في التعامل مع الجلطات فالدقائق والساعات الأولى التي تلي الإصابة تعرف بالوقت الذهبي وهي الفترة الحاسمة التي يمكن خلالها إذابة الجلطة بالأدوية أو التدخل بالقسطرة وتركيب الدعامات لإنقاذ حياة المريض وتقليل حجم الضرر.